
هل يغير الخطأ في هوية الضحية وصف جريمة القتل العمد؟
#اعرف_حقك_وقانونك ⚖️🇾🇪
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يثير هذا التساؤل جدلاً واسعاً لدى غير المتخصصين في القانون: ماذا لو أراد شخص قتل (أ) ولكنه قتل (ب) عن طريق الخطأ؟ هل يُعتبر ذلك قتلاً خطأ أم يظل قتلاً عمداً؟
للإجابة على هذا التساؤل، نعود إلى القاعدة الأساسية في القانون الجنائي، والتي تؤكد أن الخطأ في شخص المجني عليه لا يغير من توصيف جريمة القتل العمد، ولا يؤثر على مسؤولية الجاني.
الأساس القانوني:
الأساس في هذه المسألة هو أن القانون الجنائي في جرائم القتل لا يعتد بشخصية المجني عليه. فالعبرة ليست بـ من هو الشخص الذي قُتل، بل بـ نية القتل التي عقد الجاني العزم عليها.
وقد أكد المشرع اليمني على هذا المبدأ بوضوح في قانون الجرائم والعقوبات رقم (12) لسنة 1994م وتعديلاته، حيث نصت المادة (237) على التالي:
"لا تأثير للخطأ في شخص المجني عليه أو صفته على اعتبار الجاني قاتلاً متى توافرت في حقه شروط القتل العمد المنصوص عليها في هذا القانون."
وهذا يعني أن جريمة القتل العمد تتكون من ركنين أساسيين:
١- الركن المادي: وهو الفعل الذي يؤدي إلى الوفاة (مثل إطلاق النار أو الطعن).
٢- الركن المعنوي (القصد الجنائي): وهو نية إزهاق روح إنسان.
فعندما يوجه الجاني سلاحه نحو شخص بنية قتله، تكون نية إزهاق الروح قد تحققت بالفعل. وإذا أصاب هذا السلاح شخصاً آخر عن طريق الخطأ، فإن هذه النية لا تختفي، بل تنتقل مع الفعل الذي ارتكبه لتصيب الضحية الجديدة. لذلك، تظل الجريمة قتلاً عمداً مكتمل الأركان.
أمثلة توضيحية
إليكم بعض الأمثلة العملية:
مثال١: أراد (سعيد) قتل (علي) بسبب خلافات بينهما، فنصب له كميناً في الظلام وانتظر. وعندما مر شخص في التوقيت نفسه، ظن سعيد أنه علي، فأطلق عليه النار وأرداه قتيلاً، ثم اكتشف أن القتيل هو (باسم) وليس (علي).
التوصيف القانوني: يُحاكم (سعيد) بتهمة القتل العمد؛ فالخطأ في هوية الضحية لم يغير من حقيقة أنه عقد العزم على قتل إنسان ونفذ جريمته.
مثال٢: قررت (هند) قتل زوجها (خالد) بوضع السم في طعامه. وبعد أن أعدت وجبة العشاء المسمومة، عاد ابنها من السفر بشكل مفاجئ وأكل من الطبق نفسه قبل والده، مما أدى إلى وفاته.
التوصيف القانوني: تُساءَل (هند) عن جريمة قتل عمد؛ فنيتها كانت موجهة لإزهاق روح إنسان، والنتيجة تحققت بوفاة إنسان آخر، والخطأ في شخص من تناول الطعام لا ينفي نية القتل الأصلية.
مثال٣: شاهد (طارق) عدوه (يوسف) واقفاً وسط مجموعة من الناس. استل طارق مسدسه وصوب نحو يوسف بنية قتله، لكن الرصاصة أخطأت هدفها وأصابت شخصاً آخر كان يقف بجواره، فقتلته.
التوصيف القانوني: يعتبر (طارق) قاتلاً عمداً.
فالعبرة بنيته الجرمية المتمثلة في إزهاق الروح، وليس بشخص من استقرت فيه الرصاصة.
الخلاصة
القاعدة واضحة وثابتة في القانون والقضاء طالما أن الجاني قصد قتل إنسان، وتوافرت لديه نية إزهاق الروح، فإن مسؤوليته عن القتل العمد تظل قائمة وكاملة، حتى لو وقعت الجريمة على شخص آخر غير الذي قصده.
فالقانون يحمي الحق في الحياة بشكل عام، وليس حياة شخص بعينه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#معركة_الوعي
#قتل_عمد #معلومة_قانونية #القانون_اليمني #سيادة_القانون #اعرف_حقك #قانون_ الجرائم و_العقوبات